طرائف العلماء


نشرها محمد في  
أدب
بسم الله الرحمن الرحيم
## مقدمة قرأت خبرًا أن رجلا قال للشيخ ابن عثيمين: الله يخليك، فقال: إذا خلاني فمن يتولاني! فخطر لي خاطرٌ أن أبحث عن أخبار الشيوخ وطرائفهم وأرتبها وأفصحها ما استطعت فجاريت هذا الخاطر وكتبت ما وصل لي من أخبارهم مُحاولاً تجنب الغثيت منها والسمج فكان هذا المقال، وذكرت فيه من الشيوخ ثلاثة - [الشيخ عبدالرحمن السعدي](#alsaadi) - [الشيخ عبدالعزيز بن باز ](#binbaz) - [الشيخ محمد بن عثيمين](#utimin) وقد نزيد إن وجدنا غير هاته الأخبار والله الموفق. ### الشيخ عبدالرحمن السعدي > كان للشيخ جار عجوز يقال له: الغديفي، عمره يقارب السبعين، تزوج امرأة كهلة، فقابله الشيخ يهنئه بالزواج فقال: يا شيخ يا شيخ، شف يدي عضتها، فقال الشيخ: احمد ربك، هذه نعمة، ما دام عندها أسنان تعض فيها، فهذه معناها أنها شابة.

و كان رحمه الله يقلّل الماء في وضوئه، اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلّم فقد روي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، و كان له صديق، له أمٌّ مُوسوسةٌ في الوضوء، و تكثر صبّ الماء، فشكا إليه حالة أمّه، فنصحها الشيخ و كرّر عليها، وقال: حَضِّرها عندي إذا توضّأت لتراني من خلف الباب، فلمّا رأت وضوءه قالت: هذا وضوء شيخ؟، يا أسفا على صلاتنا خلفه كلّ هذه المدة.

و كان مرة يُدَرِسُ تلاميذه في باب الأضحية، و ذكر أن الهتماء لا تجزئ، و هي ما سقطت ثناياها من أصلها، فسألهم عن الشاة إذا لم يكن لها أسنان من فوق هل تجزئ أم لا؟ فتحيروا في الجواب، فأخبرهم أن الشاة ليس لها أسنان من فوق، و هذه خلقة الله عز وجل، بل أسنانها في الحنك الأسفل.

ومما يذكر في مزاحه أيضا أنه كان يجيب دعوة من يدعوه لقهوة أو غيرها بعد صلاة العشاء، أو بعد صلاة الظهر، فجاء أخ، و طلب منه موعدا للقهوة. فقال الشيخ و الله هذه السنة مواعدين فيها كلها، لكن كان تبي من السنة المقبلة فلا بأس، فتعجب الرجل و قال سنة كاملة مواعدين فيها، فتبسم الشيخ. و كان الوقت إذ ذاك لم يتبق من شهر ذي الحجة إلا ثلاثة أيام، فمعناه صحيح، أن هذه السنة سبق أن واعد فيها كلها.

الشيخ عبدالعزيز بن باز

قال الشيخ عادل السباعي: دعى رجلٌ في المدينة المنورة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- على طعام ولما أحضره نسي أن ينبه الشيخ أنه حامٍ فلم مد الشيخ يده حسّ الحرارة فقال لمن دعاه:أكل طعامكم الأبرار فجُعِل الطعام فاعلا والأبرار مفعولا به.

وجاء رجلٌ طلَق زوجته طلقةً ثالثة يستفتي الشيخ فأفتاه الشيخ ببينونتها منه وأنها لا تحل له بعد حتى تنكح زوجا غيره، فلم يزل الرجل يراجعه والشيخ يعيد عليه نفس الفتوى حتى قال الرجل: تكفى يا شيخ على شاني. فما زاد الشيخ عندها إلا أن قال لمن حوله:أعطوني العصا

وسُئل عن الصور المرسومة على البسكويت
فقال للسائل: اكسرها وكُله.

وحضر رجلٌ من العوام حلقة علم للشيخ عبد العزيز بن باز فسألها فيها عن أمر حلف عليه بالطلاق، فأفتاه الشيخ أن زوجته قد طلقت منه فحزن الرجل ورفع صوته بالبكاء وهو خارج من المسجد، فبينما هو كذلك ناده الشيخ وطيب خاطره وأعطاه مائة ريال، فصار الرجل يجيء للحلقة كل يوم طمعًا في مائة ريال أخرى.

الشيخ محمد بن عثيمين

سئل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- ما العمل بعد تمام الدعاء؟
فقال الشيخ : تُنزل يدك.

واتفق مرة أن دخلت هرة عليه وهو يُدرّس طلابة على سطح الحرم، فقال: ماذا أرادت هذه الهرة؟ لعلها أرادت ماءً؟ اسقوها الماء. ثم ذكر بعد ذلك فائدة عن حكم سؤر)السُّؤر في اللغة: البقية والفضله، فسؤر كل شيء بقيته، وعند الفقهاء على بقية الماء أو الشراب الذي خالطه لعاب من شرب منه.(الهرة، وقال بعدها: هذه فائدة بمناسبة حضور الهرة.
فضحك الجميع

واتفق أن عجوزًا من البادية دخل المسجد وهو لا يعرف أن الإمام هو الشيخ محمد ابن عثيمين فلما صلى بهم أخطأ في آية، ففتح عليه كثيرٌ من المُصليين، فنهاهم الشيخ عن ذلك وقال لهم أن الفتح لا يكون بهذا الشكل وواحد ينوب عن البقية فيه.
فقال: إلا المفروض أن الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرأ يصف ورى ويخلي الصلاة لأهلها!

ولما كان الشيخ ابن عثيمين يتكلم في باب النكاح ويذكر ما يُعاب من النساء، سأله سائل: إن وجدت زوجتي بلا أسنان، فهل هذا عيب يبيح لي طلاقها؟
فضحك الشيخ وقال: هذه امرأة جيدة فهي لن تعضك.

قال الشيخ محمد بن صالح المنجد: جاء مرة طفل إلى الشيخ ابن عثيمين وقال له: يا شيخ أجب لي عن أسئلة هذه المسابقة!
فقال له الشيخ : أجيب عليها، ولكن إذا فزت تعطيني نصف الجائزة !

في أحد دروس الشيخ طلب من أحد طلابه أن يُعرَّف السارق، فقال الطالب: السارق هو الذي يأخذ ما ليس له، فأخذ الشيخ قلمًا كان في يده وقال: هأنا أخذت قلمك، فهل أنا سارق؟ فقال الطالب: لا، لأنك تمزح، فدك الشيخ القلم في جيبه وقال: أنا جادٌ، لست أمزح! فهل أنا سارق؟ فضحك الجميع.

سُئل عن حكم لبس العقال، فأخذ عقال رجل بجانبه ووضعه على رأسه، ثم قال: السؤال التالي.